إلى رحمة الله وجنات الله ورضوان الله وحور الله وجوار الأكرمين والصالحين يا عمرو، فمثلك ذاك مكانه ومستقره، اليوم تقر وتهدأ، اليوم تسكن وتطمئن، اليوم لا عفار ولا تعب، لا غضب ولا عتاب، لا غدوة باكرة ولا روحة متأخرة، اليوم يرتاح خاطرك، وتأنس روحك، فلله نسلمك وإليه نرد الأمانة الجميلة، يا اجمل الأشياء في حياتنا، أيها الأريب القريب الحبيب، عشت طيفاً عجلاً ومت سريعاً طيباً، أيها الذكرى الجميلة والأيام الطيبة والرفقة الصالحة، فاللهم نشهدك وأنت أعلم أن أبا ناهض كان محباً لك ولرسولك ولبلد مسرى رسولك وللمسلمين، مقداماً عاشقاً للجهاد، سهلاً هيناً ليناً محباً لإخوانه، تجده عند كل فزعة وتلقاه أمامك في كل هيعة، ترك مصراً في يوم السابع المجيد وكان برفقة والدته للعلاج، تركها وقدم مسرعاً ملبياً نداء الجهاد، ومن سلوى القاهرة إلى أنفاق بيت حانون، خاض معاركها واستبسل فيها لآخر الأيام ولم يخرج منها إلا بخروج محتليها، وطاف غزة وشمالها متطلعاً متشوفاً لعمل هنا واستخدام هناك، وكان على الندهة وفي الميدان حتى لقيك يا الله غريباً بعيداً عن بيته وأهله. اللهم وقد ذاق اليتم صغيراً وقدم والده وأقرباءه شهداء، وقدم إخوانه وأقرباءه في هذه الحرب، اللهم فارحم حاله وآنس وحشته وارحم حال من بقي بعدهم، وصبّر أمه وأهله ومحبيه، اللهم منك العوض ومنك الرجاء أن تلحقنا به وتجمعنا به في أعالي جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. سيفتقدك السلاح أبا ناهض كما ستفقدك الكاميرا، سيفتقدك ميدان المقاومة والجهاد كما سيفتقدك الإعلام العسكري بصماتك وصورتك، عزاؤنا أنك حي وتنظر إلينا وتشتاق، فترقبنا وتشفع لنا، وترحم عند ربك في أهل غزة.
،، تقبله الله ،،